" أصبحت ( الآن ) يتيماً "
كتبت عن فقد الأحبة الذين رحلوا من الغالين على قلبي و الألمُ يعتصر قلبي ولازال.
* ولكن ماذا أكتب عن " فقد أمي " نبع الحب و رفيقة دربي ؟!!
فالكلمات تعجز واللسان يتلعثم و التفكير مشتت وشريط الذكريات أمام عينيّ يتسابق فهنا ذكرى وهنا ألم وهنا كلمة وهنا دمعة و سنام كل هذا الصبر .
مقـــــــــالي:
* فقدت أبي منذ أن كان عمري 5 سنوات ولكنني لم أكن أرى أنني يتيماً لأن أمي ( رحمها الله و غفر لها ) كانت لنا أماً و أباً وكانت رفيقة دربي لـ 5 عقود.
تعلمت منها الكثير و الكثير بالحكمة والحزم و حنان الأم ووجدتها أرض خصبة بحب الجميع و تقديم الإحترام و " الصبر على المر حتى يمر " كما كانت تقول .
علمتنا القيام بالواجب رغم كبرياء المراهقة وعنفوان وغرور الشباب التي لم يستطع على ترويضها " أغلب " الرجال وعجز عنها البعض لذا تجدهم يبررون ذلك بقولهم أنه في سن المراهقة لكنها لم تكن تعترف بذلك بل كانت تردد أريدكم رجالاً يحبكم الجميع ويقدرونكم وتبادلونهم ذلك .
* أمي ربّت 4 شباب وبنتاً و تربية الأبناء كما رأيتها " شاقة " ربتهم على الحب و الإحترام والتقدير للغريب قبل القريب ونجحت بشهادة الجميع ولله الحمد ونتمنى أن نكون عند حسن ظن الجميع فمنبعنا بذرة الخير " أماً محبه " للجميع.
عــــــــــــــذراً
* أمي أعذريني أن قصرت في الإيفاء في حقك يوماً فلا قلم ولا كلمات توفيك.
* أمي كنت أعرف أنه سيأتي يوم ونفترق ولكنني كنت أتأمل بأن لا أبكيك ولكنه قدري الذي كتبه الله عليه بأن أبقى بعدك ليعتصر قلبي كل ما يأتي ذكر أسمك أو ذكر أسم كل أم .
* أمي لا أعلم هل أكون قصرت في حقك وهذا الألم يكفر تقصيري من ناحيتك ولكن يا أمي يعلم الله أنني أجتهدت فعذريني وأسال الله أن لا يكون ألم فراقك عقاباً لي، بل يكون لي تذكيراً بالدعاء لك بالرحمة والمغفرة.
* أمي أعذريني أن ضحكت يوماً فأنتِ علمتيني أن لا أكون سبب حزن من معي حتى وإن كان الحزن يمزق فؤادي ولكن إن ضحكت فالألم في زاوية لا يراها الأخرين.
* أمي أعرف أن الموت طريقنا وأن الحياة مستمرة فإن شربنا و أكلنا فهذا لا يعني أنني نسيناك ولكنها الحياة وسنة الله في خلقه فلن ننساك حتى نلحق بك.
* أمي علمتينا القيام بالواجب ومشاركة الأخرين فسوف نشارك الأخرين في أفراحهم قبل أتراحهم وليس لنا فضل فهذا ما ربيتينا عليه وهذا " لا " يعني أننا ننساك لكنه الواجب علينا فنحن نحاول أن نكون مع الجميع.
لم أستطع أن أكتب كلمة وفي ( الختام ) لأن للكلام بقية.
وهنا أقول:
أنا مع الناس ولست معاهم ولكنني سأحاول " أن لا أكن " سبب حزن الأخرين ليبقى الألم خاص بي
أمي " أستودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه "
محبك " عبده " أبوغاية
تعليقات
إرسال تعليق